إذا كانت الثورة التونسية هي الفتيل الذي أشعل ثورات الربيع العربي، فإن ثورة 25 يونيو هي الموقد الذي ألهبها و بعث فيها الإضطرام، لذلك فإن ما يحدث في مصر سيترك آثاراً على ثورات الربيع العربي كلها، من حيث رؤيتها لنفسها و رؤية العالم لها.
كما في كل ثورات الربيع العربي، لم يكن الإسلامانيين -و بالتحديد الإخوان المسلمين- هم الطليعة التي قادت ثورة 25 يناير، و لكنهم وصلوا عبرها بالنهاية إلى الحكم، و بعد وصولهم إلى الحكم حاولوا الإستئثار بنتائجها. و الحال أن من قام بالثورة المصرية هم الشباب الذين حملوا بداخلهم الرغبة في أن يعيشوا حياتهم بدون عوائق تعيقهم عن تحقيق ذواتهم، و هذا ما ندعوه في علم النفس بالحرية، و هم أرادوا من خلال هذه الحرية الوصول إلى حياة كريمة، تضمن لهم تأمين حاجيات حياتهم دون مذلة أو هوان.
وصل الأخوان المسلمون إلى السلطة عبر صناديق الإقتراع، مع أنهم لم يكونوا الفاعل الأساس لثورة 25 يناير، و كان هذا نتيجة ثلاثة عوامل. الأول هو أن الشباب و هم النخبة التي قامت بالثورة لم يكن لهم قيادات تمثلهم، يدفعونها للتترشح للإنتخابات، و هذا له أسبابه التي لن أتناولها الآن. و الثاني أن أغلبية الشعب المصري المتدين تديناً بسيطاً و ساذجاً، مال إلى أطروحة أن الشريعة هي الحل. أما السبب الثالث فكان أن الأخوان المسلمين هم المكون السياسي الأكثر تنظيماً في مصر.
عندما وصل الإخوان إلى الحكم في مصر، لم يتعامل رئيسهم مرسي مع المصريين بوطنية، فلم يكن همه شفاء جروح الوطن، بقدر ما كان همه خدمة فصيله السياسي و الإستئثار بالسلطة، و تحقيق الأجندا الضيقة لهذا الفصيل، هكذا لم ينفتح على بقية المكونات السياسية و المدنية في المجتمع المصري، و بدل أن يكون هذا الإنفتاح هو المرجعية التي تقوده، إعتمد على مرجعية أخرى لم يخترها الشعب و لم يصرح عنها أثناء حملته الإنتخابية، و كان رمز هذه المرجعية هو المرشد العام للإخوان المسلمين. ثم أنه فور إستحواذه على السلطة عادى مؤسستي القضاء و الجيش. هكذا لم يكن مرسي رئيساً لكل المصريين، بل رئيساً على المصريين ليحقق الأهداف الضيقة لفصيله السياسي.
إنتفض الشعب مرة أخرى في 30 يونيو، من خلال حركة شبابية هي حركة "تمرد"، لم يفهم مرسي الرسالة، فتعنت. إستغل الجيش الفرصة فقام بإنقلاب عسكري، ووضع جهاز حكم لم يختره الشعب، و لا هو يمثل الشعب، و ليس لديه أي مشروع للخروج من الأزمة الراهنة. هكذا دخلت مصر بأزمة سياسية، تفتقد للآن لبوادر الحل، و للأسف هي في طريقها لأن تكون أزمة مجتمعية و أهلية.
كما في كل ثورات الربيع العربي، لم يكن الإسلامانيين -و بالتحديد الإخوان المسلمين- هم الطليعة التي قادت ثورة 25 يناير، و لكنهم وصلوا عبرها بالنهاية إلى الحكم، و بعد وصولهم إلى الحكم حاولوا الإستئثار بنتائجها. و الحال أن من قام بالثورة المصرية هم الشباب الذين حملوا بداخلهم الرغبة في أن يعيشوا حياتهم بدون عوائق تعيقهم عن تحقيق ذواتهم، و هذا ما ندعوه في علم النفس بالحرية، و هم أرادوا من خلال هذه الحرية الوصول إلى حياة كريمة، تضمن لهم تأمين حاجيات حياتهم دون مذلة أو هوان.
وصل الأخوان المسلمون إلى السلطة عبر صناديق الإقتراع، مع أنهم لم يكونوا الفاعل الأساس لثورة 25 يناير، و كان هذا نتيجة ثلاثة عوامل. الأول هو أن الشباب و هم النخبة التي قامت بالثورة لم يكن لهم قيادات تمثلهم، يدفعونها للتترشح للإنتخابات، و هذا له أسبابه التي لن أتناولها الآن. و الثاني أن أغلبية الشعب المصري المتدين تديناً بسيطاً و ساذجاً، مال إلى أطروحة أن الشريعة هي الحل. أما السبب الثالث فكان أن الأخوان المسلمين هم المكون السياسي الأكثر تنظيماً في مصر.
عندما وصل الإخوان إلى الحكم في مصر، لم يتعامل رئيسهم مرسي مع المصريين بوطنية، فلم يكن همه شفاء جروح الوطن، بقدر ما كان همه خدمة فصيله السياسي و الإستئثار بالسلطة، و تحقيق الأجندا الضيقة لهذا الفصيل، هكذا لم ينفتح على بقية المكونات السياسية و المدنية في المجتمع المصري، و بدل أن يكون هذا الإنفتاح هو المرجعية التي تقوده، إعتمد على مرجعية أخرى لم يخترها الشعب و لم يصرح عنها أثناء حملته الإنتخابية، و كان رمز هذه المرجعية هو المرشد العام للإخوان المسلمين. ثم أنه فور إستحواذه على السلطة عادى مؤسستي القضاء و الجيش. هكذا لم يكن مرسي رئيساً لكل المصريين، بل رئيساً على المصريين ليحقق الأهداف الضيقة لفصيله السياسي.
إنتفض الشعب مرة أخرى في 30 يونيو، من خلال حركة شبابية هي حركة "تمرد"، لم يفهم مرسي الرسالة، فتعنت. إستغل الجيش الفرصة فقام بإنقلاب عسكري، ووضع جهاز حكم لم يختره الشعب، و لا هو يمثل الشعب، و ليس لديه أي مشروع للخروج من الأزمة الراهنة. هكذا دخلت مصر بأزمة سياسية، تفتقد للآن لبوادر الحل، و للأسف هي في طريقها لأن تكون أزمة مجتمعية و أهلية.